السنة الأمازيغية: قصة الاحتفال بتاريخ طويل وثقافة غنية

السنة الأمازيغية 2975

تُعد السنة الأمازيغية واحدة من أقدم التقاويم في العالم، حيث يتم الاحتفال بها في شمال إفريقيا، وبشكل خاص في المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا. تحمل هذه المناسبة الكثير من الأبعاد الثقافية والتاريخية لشعوب الأمازيغ، الذين يعتبرون من أقدم الشعوب التي سكنت شمال إفريقيا قبل آلاف السنين. وفي السنوات الأخيرة، أصبح الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يومًا ثقافيًا هامًا في العديد من البلدان الأمازيغية، حيث يُحتفل به في 13 يناير من كل عام.


1. كيف ظهرت السنة الأمازيغية؟

تعود بداية السنة الأمازيغية إلى عام 950 قبل الميلاد، وهو التاريخ الذي يُنسب إلى الملك الأمازيغي شيشونق الأول، الذي أسس سلالة حكم فرعونية في مصر. حيث يُعتقد أن هذه السنة أصبحت نقطة انطلاق التقويم الأمازيغي بناءً على الأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة، مثل الانتصار العسكري الذي حققه هذا الملك في معركة مع الفراعنة المصريين. ومن هنا، بدأ الأمازيغ في استخدام التقويم الفلاحي المرتبط بالمواسم الزراعية، والذي يعتمد على دورة الشمس، وتحديدًا على الزراعة والحصاد.


لم يكن الاحتفال بهذه المناسبة يتم في البداية بشكل رسمي، بل كان يقتصر على الأسر الأمازيغية في القرى والمناطق الجبلية، حيث كانت الاحتفالات تتضمن الطعام التقليدي مثل الكسكس، والخبز الأمازيغي، بالإضافة إلى الرقصات الشعبية والأغاني التي تعكس الهوية الثقافية للأمازيغ.


2. الاعتراف بالتاريخ والثقافة الأمازيغية في العصر الحديث

على الرغم من أن السنة الأمازيغية كانت تُحتفل بها بشكل غير رسمي لعدة قرون، فإنها بدأت تكتسب أهمية أكبر في السنوات الأخيرة، خاصة في المغرب بعد 2011. ففي هذا العام، تم اعتماد اللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في الدستور المغربي. وقد شكل ذلك نقلة نوعية في الاعتراف بالثقافة الأمازيغية على مستوى الدولة، مما دفع إلى إحياء الاحتفالات بالسنة الأمازيغية بشكل رسمي أكثر.

لم يتم اعتبار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب إلا في السنوات الأخيرة، وتحديدًا في 2021، حيث تم الإعلان عن 14 يناير يومًا عطلة رسمية بموجب قرار حكومي. هذا القرار جاء في إطار الاحتفاء بالهوية الأمازيغية وتعزيز الوعي الثقافي لدى الأجيال الجديدة.


اقرأ أيضاً: رأس السنة الأمازيغية: تجسيد للهوية والثقافية الأمازيغية 

3. السنة الأمازيغية جزء من الهوية الثقافية المغربية 

تعتبر السنة الأمازيغية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمغاربة، فهي رمز للتراث و التاريخ الذي يعود لآلاف السنين. السنة الأمازيغية تعد بمثابة احتفال بالمواسم الزراعية، حيث يُحاكي احتفال رأس السنة الانتقال من موسم إلى آخر، ويُعتبر هذا اليوم مناسبة للاحتفال بالحصاد و بداية العام الجديد. كما أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية يعكس الارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة في الثقافة الأمازيغية، حيث كانت الزراعة والحصاد أحد الأسس الاقتصادية والاجتماعية لهذا الشعب.


تعتبر هذه المناسبة أيضًا فرصة لتوحيد الشعب المغربي حول ثقافته المتنوعة. كما أن إحياء الاحتفالات بالسنة الأمازيغية يعكس الاعتراف الرسمي بالهوية الأمازيغية كجزء من الهوية الوطنية المغربية، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي ويُسهم في تعزيز التعددية الثقافية في البلاد.


4. الاحتفال بالسنة الأمازيغية تعبيرا عن فخر بهوية والتنوع الثقافي 

من خلال الاحتفال بالتقويم الأمازيغي، فإن الشعب المغربي يعبر عن فخره بهويته المتنوعة، فالسنة الأمازيغية ليست مجرد تاريخ بعيد، بل هي جسر للتواصل بين الأجيال الحديثة والتقاليد الثقافية القديمة. في السنوات الأخيرة، أصبح التقويم الأمازيغي جزءًا من الاحتفالات الرسمية في العديد من المدارس و المؤسسات المغربية، حيث يتم تنظيم ندوات ثقافية و فعاليات فنية تركز على التراث الأمازيغي.



السنة الأمازيغية أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال، فهي رمز للهوية الثقافية والحضارية التي تمتد لآلاف السنين. من خلال الاحتفال بها، يتم إحياء تاريخ الأمة الأمازيغية وترسيخ الهوية الوطنية المغربية في إطار التعددية الثقافية التي تميز المجتمع المغربي. 


الكلمات المفتاحية:

السنة الأمازيغية، رأس السنة الأمازيغية، الهوية الأمازيغية، الثقافة الأمازيغية، تاريخ الأمازيغ، الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، تقويم الأمازيغ، المغرب والسنة الأمازيغية، رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، سنة أمازيغية 2975


طاقم مدونة iqdaam يتمنى لكم سنة أمازيغية سعيدة 2975

أسكاس أمباركي 2975 



المراجع:

1. دستور المملكة المغربية (2011): الذي اعترف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية.

2. دراسات حول الهوية الثقافية الأمازيغية، منشورات وزارة الثقافة المغربية.

3. الاحتفال بالسنة الأمازيغية في المغرب، تقرير لمركز الدراسات الأمازيغية، 2021.

4. التراث الأمازيغي في المغرب، دراسة أكاديمية حول الإحياء الثقافي للأمازيغ.




تعليقات