الشهور الهجرية: التوقيت الإسلامي وحساباتها الفلكية


لماذا توقيت الشهور الهجرية والميلادية مختلفة يعتبر حساب الشهور العربية من المواضيع المهمة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ الإسلامي والحياة اليومية للمسلمين. يعتمد هذا النظام الزمني على الدورة الشهرية للقمر، مما يجعله مختلفًا عن التقويم الميلادي الذي يعتمد على الشمس. وبالنظر إلى أن السنة الهجرية تحتوي على 12 شهرًا، وكل شهر هجري يبدأ عند رؤية الهلال الجديد، فإن حساب الشهور العربية يعد مسألة فلكية دقيقة.

يعد التقويم الهجري من أقدم الأنظمة الزمنية المعروفة، وقد استخدمه المسلمون منذ بداية الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة. يعتبر الشهر الهجري أقل من الشهر الميلادي بحوالي 10 إلى 12 يومًا، مما يجعل السنة الهجرية قصيرة بعض الشيء مقارنة بالسنة الميلادية. لذلك، يتنقل شهر هجري عن الشهر الميلادي بشكل دوري كل عام.

سنتناول من خلال هذا المقال، تعريف الشهور الهجرية، وطرق حسابها، وسبب اختلاف الشهور الهجرية عن الشهور الميلادية، وأهمية هذا الحساب في مختلف جوانب الحياة، من الناحية الفلكية والدينية والثقافية.

 

ما هي الشهور الهجرية؟

الشهور العربية أو الشهور الهجرية هي الشهور التي تعتمد على التقويم القمري، أي أنها تتبع الدورة الشهرية للقمر حول الأرض. يختلف التقويم الهجري عن التقويم الميلادي الذي يعتمد على السنة الشمسية، حيث تحتوي السنة الميلادية على 365 أو 366 يومًا، بينما يحتوي العام الهجري على 354 أو 355 يومًا. لهذا السبب، نجد أن الشهور العربية لا تتوافق مع الشهور الميلادية بشكل دائم، بل تتغير كل عام حوالي 10 إلى 12 يومًا بالنسبة للعام الميلادي.

تتكون السنة الهجرية من 12 شهراً، وهذه الشهور هي:

1)   المحرّم: هو الشهر الأول في السنة الهجرية.

2)   صفر: الشهر الثاني.

3)   ربيع الأول: الشهر الثالث.

4)   ربيع الآخر: الشهر الرابع.

5)   جمادى الأول: الشهر الخامس.

6)   جمادى الآخر: الشهر السادس.

7)   رجب: الشهر السابع.

8)   شعبان: الشهر الثامن.

9)   رمضان: الشهر التاسع، وهو شهر الصيام في الإسلام.

10)                     شوال: الشهر العاشر.

11)                     ذو القعدة: الشهر الحادي عشر.

12)                     ذو الحجة: الشهر الثاني عشر، وهو شهر الحج في الإسلام.

 

يتم اعتماد هذا التقويم في العالم الإسلامي بشكل أساسي، حيث تستخدمه معظم الدول الإسلامية لتحديد مواعيد المناسبات الدينية الهامة مثل شهر رمضان، عيد الأضحى، وعيد الفطر، وغيرها من المناسبات الدينية. إن بداية الشهور العربية مرتبطة بالحركة الشهرية للقمر، ولذا فقد سمي التقويم الهجري نسبة إلى هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في العام 622 ميلادي.

 

كيف يتم حساب الشهور الهجرية

يتم حساب الشهور الهجرية، أو ما يُعرف بالتقويم الهجري، بطرقتين: الطريقة التقليدية البسيطة التي تعتمد على رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة لبدء الشهر الجديد، والطريقة الثانية الحديثة التي تعتمد على الحسابات الفلكية، وتعتبر هذه الطريقة دقيقة في تحديد الشهر؛ تعتمد هذه الطريقة على مجموعة من الحسابات الفلكية المعقدة لحساب حركة القمر حول الأرض. تعتمد الشهور الهجرية على الدورة الشهرية للقمر حول الأرض، حيث يستغرق القمر حوالي 29.5 يوماً لإكمال دورة واحدة حول الأرض. بناءً على ذلك، فإن كل شهر هجري يتكون من 29 أو 30 يوماً.

 

الطريقة التقليدية لحساب الشهور الهجرية

تتمثل الطريقة التقليدية في حساب الشهور الهجرية عن طريق مراقبة الهلال الجديد. عندما يظهر الهلال الجديد بعد غروب الشمس، يبدأ شهر هجري جديد. ولكن نظرًا لأن هذه الطريقة تعتمد على الرؤية بالعين المجردة، فقد تختلف بداية الشهر الهجري من بلد إلى آخر، حسب موقعه الجغرافي وظروف الطقس. وفي بعض البلدان، يتم الاعتماد على الحساب الفلكي المسبق لمعرفة بداية الشهور، وهو ما يسهل تحديد موعد بداية الشهور بشكل أكثر دقة وموثوقية.

 

حساب الشهور الهجرية اعتمادًا على الفلك

يتم حساب الشهور الهجرية اعتمادًا على الفلك باستخدام الحسابات الفلكية الدقيقة التي تعتمد على حركة القمر حول الأرض. في التقويم الهجري، يبدأ الشهر الهجري عند رؤية الهلال الجديد بعد غروب الشمس، والذي يشير إلى بداية الشهر القمري. ومع ذلك، ولضمان دقة تحديد بداية الشهور، يتم الاعتماد على الحسابات الفلكية لتحديد الموعد الذي يحدث فيه الاقتران الفلكي (المعروف ب"الميلاد الفلكي" للقمر)، وهو اللحظة التي يتقاطع فيها القمر مع الشمس ويبدأ الشهر الهجري. يتراوح طول الشهر الهجري بين 29 و30 يوماً حسب رؤية الهلال الجديد، مما يجعل السنة الهجرية أقصر من السنة الميلادية بحوالي 10 إلى 12 يوماً. باستخدام الحسابات الفلكية، يتم التنبؤ ببداية ونهاية الشهور الهجرية بشكل دقيق حتى في الأماكن التي يصعب فيها رؤية الهلال بالعين المجردة بسبب الظروف المناخية. هذا التحديد الدقيق يساهم في تنسيق مواعيد المناسبات الدينية مثل شهر رمضان والحج بشكل أكثر تنظيمًا ودقة.

 

لماذا لا تتطابق الشهور الهجرية مع الشهور الميلادية؟

كما ذكرنا سابقاً، الشهور العربية تعتمد على الدورة الشهرية للقمر حول الأرض، وهي تختلف عن الشهور الميلادية التي تعتمد على السنة الشمسية. هذا الاختلاف يؤدي إلى وجود فرق دائم بين الشهور الميلادية والهجرية. لأن العام الهجري أقصر بحوالي 10 الى 11 يوماً مقارنة بالعام الميلادي. وبالتالي لن يتطابق أي شهر هجري مع الشهر الميلادي في كل عام، حيث يتغير ترتيب الشهور الهجرية بالنسبة للميلادية، وبالتالي نجد أن مواسم الحج أو شهر رمضان تختلف من عام لآخر في التقويم الميلادي.

 

العلاقة بين الشهور العربية والمناسبات الدينية

إن الشهور العربية لها أهمية دينية كبيرة في الإسلام. على سبيل المثال، يعد شهر رمضان أحد أكثر الشهور قدسية، حيث يلتزم المسلمون بالصيام طوال الشهر من الفجر حتى غروب الشمس. كما يعتبر الحج إلى مكة في شهر ذي الحجة فرضاً على كل مسلم قادر على أدائه مرة في العمر. وهذا يجعل الشهور العربية أساسية في تحديد مواعيد العبادات الدينية.

 

كما يعتبر شهر ذو الحجة هو الشهر الذي يتم فيه أداء مناسك الحج، وهو ركن من أركان الإسلام. بالنسبة للمسلمين، يُعتبر الحج فرصة للتقرب إلى الله، ويجب على المسلم أن يؤديه في هذا الشهر الهجري بالذات.

 

هل يمكن حساب الشهور العربية باستخدام التقويم الميلادي؟

من الممكن استخدام التقويم الميلادي لتحديد التواريخ الهجرية تقريباً، ولكن بما أن الفارق بينهما حوالي 10-12 يوماً كل عام، فإنه لا يمكن الاعتماد على هذا الحساب بشكل دقيق. لذلك، تلجأ معظم الدول الإسلامية إلى استخدام التقويم الهجري، الذي يتم تحديثه بناءً على المشاهدات الفلكية أو الحسابات الفلكية الدقيقة.

 

 

تعليقات