الاستهلاك الغذائي بالوسط القروي consommation alimentaire en milieu rural


consommation alimentaire en milieu rural


موضوع تحث عنوان:

الاستهلاك الغذائي بالوسط القروي

consommation alimentaire en milieu rural


 

محاور التي سنتناولها في هذا الموضوع:

المحور الأول: مفاهيم الموضوع
المحور الثاني: أهم التحولات الغذائية بالوسط القروي
-
مظاهر التحول الغذائي بالوسط القروي.
-
العوامل المتحكمة في هذا التحول.
-
نموذج للتحول الغذائي بمنطقة بني عمير الشرقيين.
المحور الثالث: نظام التغذية بالوسط القروي
-
النظام الغذائي القديم.
-
النظام الغذائي الحالي.
المحور الرابع: المواد الغذائية المستهلكة بالوسط القروي


مقدمة:

يعتبر موضوع الاستهلاك الغذائي بالوسط القروي من بين المواضيع المهمة والتي لم تحظى باهتمام الكثير من الباحثين بحيث أنه يسلط الضوء على الأسرة القروية ونمط عيشها من خلال معرفة الموارد الطبيعية المستهلكة والمواد المستوردة. هذه الأخيرة التي عرفت تغير ملحوظ في كمية الاستهلاك بين الماضي والحاضر بحيث أن الأسر القروية كانت تقتصر فقط على استهلاك المواد الطبيعية والمحلية والتي ينتجها المجال القروي سواء كانت خضر أو فواكه أو غيرها من المنتوجات لكن الان نجد الأسر القروية أصبحت تستهلك المواد المصنعة والتي إن لم نقول أنها كانت شيء غريب على القرية الشيء الذي جعل استهلاك المواد الطبيعية في تراجع وهذا يدل على أن القرية كذلك في تغير وتطور ومسايرة العصر وهذا ما سنقوم بإبرازه من خلال هذا العرض الشيء الذي يجعلنا نطرح مجموعة من التساؤلات وهي:
-
ما هي أهم التحولات الغذائية بالوسط القروي؟
-
كيف يتجلى نظام التغذية بالوسط القروي؟
-
و ما هي المواد الغذائية المستهلكة بالوسط القروي؟

المحور الأول: مفاهيم الموضوع

مفهوم الاستهلاك: يشير مصطلح الاستهلاك إلى استهلاك المنتجات والخدمات من قبل الأسر، ويعرف كذلك على أنه الفعل المتحقق من قبل الفرد في شراء أو استخدام أو الانتفاع من منتج أو خدمة متضمنة عدد من العمليات الذهنية والاجتماعية التي تقود إلى تحقيق ذلك الفعل.
وفعل الاستهلاك حسب معجم Larousseهو تناول الطعام والشراب أو فعل استهلاك منتج أو مادة معينة.
فمن خلال هذه التعاريف نرى بأن مصطلح الاستهلاك ليست له دلالة واحدة، بمعنى غير مرتبط بالغذاء فقط بل له دلالات متعددة أو يرتبط بأشياء أخرى مثل: استهلاك الثقافات، استهلاك الفن، استهلاك التكنولوجي، استهلاك الملابس ، استهلاك الأثاث، استهلاك للمواد الخام...
مفهوم الغذاء: قدم مجموعة من الباحثين دراسة سيمائية لكلمة (أكل) باللغة الفرنسية ،) manger) حيث قاموا بتحديد الدلالة الاشتقاقية لهذه الكلمة التي ترجع إلى الكلمة اللاتينية ،mangerوتعني (مضغ ) حسب القاموس التاريخي للغة الفرنسية .

 كما عرضوا المعنى الذي قدمته بعض القواميس للكلمة وهو بلع طعام صلب أو معجن) بعد مضغه. أما من الناحية السوسيولوجية فقد تناول كل من كارل ماركس  Karl Marxوفردريك إنجلز Friedrich Engelsمسألة الغذاء في خضم الحديث عن تغذية الطبقة العاملة.

 أما دوركايم فقد تطرق إلى موضوع الغذاء في معرض رصده للطوطم. كما نجد تورستاين فيبلن Thorstein Veblenيعرج على موضوع التغذية عندما رصد موضوع الطبقات وأوقات الفراغ.
مفهوم الوسط القروي: كل ما هو مخالف لما هو حضري ،يظهر هذا التعارض في الأشكال المادية للجماعات الإنسانية (البنيات الديمغرافية ، الكثافة السكانية، أنماط السكن ،المورفولوجيا الاجتماعية). و يظهر كذلك على المستوى التقني و الاقتصادي (فلاحة، زراعة). فالمجتمع القروي مجتمع فلاحي و مجتمع الحضارة الفلاحية.

المحور الثاني: التحولات الغذائية بالوسط القروي

أصبحت التحولات أو التغييرات الحاصلة في العادات الغذائية وعلاقتها بمنظومة القيم والبنيات الاجتماعية تثير السوسيولوجي أكثر من طبيعة وكمية الأغذية المتناولة في أوساط اجتماعية وجهات مختلفة. ويرجع ذلك بالأساس لأن دراسة تحول العادات الغذائية يمكن من معرفة منطق وقنوات التحول بشكل يسمح بالمساعدة على إمكانية التأثير في العادات الغذائية، كما يسمخ بتتبع مسار الأغذية مثلا التي أصبحت تدل على الانتماء، مسار تلك التي تم النفور عنها، ومسار تلك التي ظلت في حدود النظام الغذائي ولم تدخل إلى الثقافة الغذائية.
-1مظاهر التحول الغذائي:
إن التحول في مجال العادات الغذائية يتخذ طابعا خاصا ، فالمائدة تختلف على مستوى المكان من أسرة لأسرة ومن فرد لأخر، حيث صعوبة ضبط (المايؤكل) الذي يتغير باستمرار، كما أن للعادات الغذائية رحلة وحركة بين المجتمعات والثقافات بل والفئات. قبل أن تكون لها حركة في الزمن.
ففي هذا المحور سنتطرق لأهم التحولات التي مست الغذاء بصفة عامة، كون هناك مواد استهلاكية ظلت ثابتة مثل الشاي حيث يعتبر هذا الأخير من المواد الأساسية مثله مثل الدقيق والزيت والسكر. ومواد استهلاكية عرفت تحول والتي سنتطرق لها عبر الشكل التالي:
على مستوى الذهنيات: فهذا الصنف من الغذاء كان يتكون من زيت الزيتون والزيتون في أحيان قليلة ثم السمن ( زبدة الماعز، الغنم، البقر) ، وبفضل التحول والتغير دخلت أنواع جديدة كالزبدة والجبن والمربى والعسل...
على مستوى الخضر والفواكه: كانت القرى أنداك تقتصر على المنتوجات المحلية التي تنتجها المنطقة ولا تعرف تنوعا فيها مثلا: اللفت والفول بخصوص الخضر و البطيخ الأحمر(الدلاح) و والبطيخ الأخضر (السويهلة) بالنسبة للفواكه، لكن حاليا أصبحنا نجد التنوع في المنتوجات سواء في الخضر والفواكه مثل:  البطاطس والجزر والبدنجان والفراولة والاجاص والكوي...

على مستوى اللحوم والدواجن: بخصوص اللحوم لم تكن متوفرة بشكل يومي وانما أسبوعية بالمقارنة مع الوضع التي تعيشه القرى الان فهي متوفرة في كل زمان و مكان و متنوعة .
على مستوى الأسماك: فالأسماك لم تكن تتوفر في مجموعة من المناطق القروية حتى أرخصها نوعا أي السردين كإقليم زاكورة مثلا، لكن الأن أصبحنا نجد أنواع متعددة من الأسماك "كالسردين" و "والشبوط".... وذلك راجع الى وسائل النقل.
فيما يخص التوابل: فهي كانت محدودة ومعروفة حيث نفس التوابل تستعمل في جميع الوجبات الغذائية، لكن اليوم أصبح الأمر مختلفا وصرنا نجد التوابل باختلاف أنواعها مثل:" الزنجبير،" "الكركم"...

أما القطاني: كانت في السابق فقط عبارة عن الفول، والحمص، والعدس؛ حيث أصبحنا نجد مواد استهلاكية أخرى لم تكن موجودة في السابق نظر لتوفر وسائل النقل وسهولة العبور بين الدول مما يزيد توسيع دائرة التجارة وتبادل المنتوجات الغدائية بين الدول.

 

-2العوامل المتحكمة في هذا التحول:
فمن خلال هذا التحول الغذائي تبين لنا أن الإنسان والمجال في تحول مستمر، وهذا التحول اجتماعي وثقافي بل وإيكولوجي سريع يساهم فيه عوامل متعددة نذكر منها:
·انفتاح المجال المحلي على العالم الخارجي، ويتجلى هذا الانفتاح في شكله التقليدي من خلال الهجرة نحو المدن أو التجمعات الحضرية المحاذية لها، ثم الهجرة للخارج والعودة بتجارب وتصورات أخرى.
·تنويع الفلاحة المحلية وزراعة منتوجات جديدة تتلاءم مع فصول السنة.
·العامل الاقتصادي والذي يتجلى في تحسن الدخل.
·تزايد دور السوق كذلك في التزود بأغذية مختلفة طيلة السنة يكثر أو يحل عرض بعضها حسب المواسم، فضلا عن بعض الموارد الغذائية التي لم يكن للقرويين عهد بها إلا حديثا (كالمشروبات الغازية)، بل حتى المنتوجات التي كان يعهد بتوفيرها إلى الفلاحة ( الدقيق، والحبوب مثلا.
·لقد أصبح العالم قرية صغيرة ، فالإعلام وخاصة المرئي منه (التلفاز) يقرب ويحضر ما كان بعيدا، ويبعد ما كان حاضرا. إنه جسر جديد وتقنية جديدة
تورط الإنسان فكرا وممارسة وتمثلا فيما يعهده من قبل.


-3نموذج للتحول الغذائي بمنطقة بني مير الشرقيين:
لقد مس التحول نظام الأغذية بالنسيبة للأسرة، إذ تمييز زمن الرعي باشراك كل أعضاء الأسرة في الوجبات الرئيسية، التي كانت في الغالب، تتكون من سيكوك أو التشيشة باللبن وأحيانا أخرى، تتألف من الخبز بالسمن والشاي الذي تمييز فيي البداية بالقلة ، وإذا حدث أن حضرة الأسرة الشاي، فإن الرجال هم الذين كانوا يشربون. أما النساء فكن يأكلن "الحشيشة" (بمعنى لقامة وهي بقايا أوراق الشاي بعد استهلاكه).أما اللحيم، فإن استهلاكه كان قليلا.
وحسب المعطيات الميدانية المحصل عليها من خلال المقابلات مع كبار السن من ساكنة المنطقة، فإن أطعمة وأغذية السكان كانت تعتمد بالدرجة الأولى، على ما تنتجه المنطقة، من حبوب وألبان وسمن ولحوم نظرا لطبيعة اقتصادها الرعوي. لقد اختلفت هذه الأطعمة حسب فصول السنة. كما تمت الإشارة كذلك، إلى كون استهلاك الحبوب على شكل خبز تميز بالقلة، في حين كان استهلاكها على شكل قصاع من الكسكس واسع الانتشار. وبعد دخول السقي ستعرف زراعة الحبوب انتشارا واسعا. كما ظهرت زراعة الزيتون، مما سيدخل مادة الزيت في الوجبات الغذائية. بدأت النساء تتفنن في صناعة الخبز، حيث أصبح التمييز واضحا بين (المطلوع) الذي يطهى في التنور والمسمن الذي يتم دهنه بالزيت أو
السمن، ويقدم في الغالب للضيوف وكذلك، (التريد) الذي يصنع من دقيق القمح في مناسبة عيد الأضحى. كما تراجع استعمال دقيق باقي أنواع الحبوب لصالح دقيق حبوب القمح.
لقد بدأ النظام الغذائي يتغير تدريجيا، سواء على المستوى الكمي أو الكيفي، حيث بدأ التخلي عن الوجبات التقليدية، لصالح استهلاك الخضر واللحوم، كما أصبحت الأسرة تقوم بتسويق منتجاتها الغذائية كالبيض والدجاج والحليب، وبالمقابل تقوم بشراء اللحوم الحمراء والأغذية عبد الرحيم عنبي. الأسرة القروية بالمغرب "من الوحدة الانتاجية...إلى الاستهلاك" المركبة، مثل، المربى، والزبدة. كما أن الاهتمام بنظافة المواد الغذائية أصبح جليا، ويتجلى ذلك في الإقبال على طحن الحبوب في المطحنة العصرية عوض الرحى التقليدية وكذلك، في الاهتمام بنظافة كل المواد الغذائية المستهلكة.


المحور الثالث: نظام التغذية بالوسط القروي

إن نظام التغذية بالوسط القروي ليس ثابتا فهو يتغير بتغير المناطق والأوقات. فمن التغذية ما كان يستهلك بشكل منظم، ومنها ما كان يستهلك بشكل عفوي تبعا لوفرتها أو غيابها، ومنها ما كان يترك احتياطا للعلاج أو استقبال الضيوف، فالإنسان يعتمد على ما يوفره مجاله.
فنظام الأغذية يتوزع على ثلاث وجبات وهي:
الأولى: تكون صباحا وتسمى: " لفطور"، وثانيها: تسمى "الغذاء" وسط النهار،
وثالثها: "اللمجة" قبل غروب الشمس، ثم يلي ذلك " العشاء" وهي وجبة أساسية. وخلال هذه الفقرة سوف نقوم بمقارنة النظام الغذائي قديما وحديثا.
-1النظام الغذائي القديم:
يعد النظام الغذائي القديم ذا أهمية بالغة لما يضمه من عادات وتقاليد وقيم تتداخل ضمن الغذاء، فالغذاء يعتبر القوت اليومي والأساسي لاستمرارية الانسان والحفاظ على صحته الجسدية ، فرغم قلة الموارد أو المنتوجات إلا أنه له دلالات عميقة، لأن الغذاء ليس فقط مجرد الأكل وملئ البطون ، لكنه يوحي كذلك على الترابط والتلاحم الأسري والتعاون والتآزر. فقديما كان النظام الغذائي تحكمه مجموعة من القواعد من بينها ضرورة أكل الوجبة في وقتها ثم ضرورة الأكل داخل المجموعة الأسرية. حيث كانت الوجبات تنقسم إلى ثلاث وجبات رئيسية بالإضافة إلى وجبة ثانوية تقع بين وجبة الفطور والغذاء.
وجبة الفطور: تكون هذه الوجبة صباحا وتنقسم إلى جزئين؛ الجزء الأول يتكون من حساء ما يطلق عليه "لحريرة" رفقة التمر. وبعد الانتهاء من الاشغال المنزلية والفلاحية يأتي الجزء الثاني المكون من " خبز ليدام" رفقة الشاي وفي أيام
أخرى الخبز رفقة الزيت والشاي.
وجبة "الترديدة": هذا الاسم يطلق عليها في المناطق الصحراوية، فهي وجبة تقع بين وجبة الفطور والغذاء. تتكون من تناول التمور رفقة الماء أو اللبن أو استهلاك
"
تصابونت"؛ وهو مشروب مسكر يصنع من التمر وهذا المشروب يعرف بواحات درعة نظرا لوجود وفرة التمور.
وجبة الغذاء: الذي يكون بعد صلاة الظهر بحيث تجتمع الأسرة حول المائدة لتناول هذه الوجبة، وتكون مسبوقة بجلسة شاي (تختلف من منطقة لأخرى). وهاته الوجبة تكون عبارة عن الطاجين مكون من خضر المنطقة واللحم حسب ما هو متوفر.
وجبة العشاء : وهي أخر وجبة في اليوم مهمة؛ لأنها تضم كل أفراد الأسرة بعد توزعهم في اليوم يعودون ويجتمعون، لتبادل اطراف الحديث و مناقشة كل ما يجرى في المنطقة بشكل عام و الأسرة بشكل خاص ،هذا الاخير يكون في الغالب عبارة عن الكسكس( والذي يتم صنعه من الشعير أو القمح أو الذرة).

-2النظام الغذائي الحديث:
إن النظام الغذائي الحديث لا يختلف كثيرا عن القديم إلا في توفر الوفرة في المنتوج والمواد المستهلكة إلا أنه لا يحافظ على نفس قواعد العادات الغذائية كضرورة الأكل وسط الجماعة نظرا للظروف العمل أو السفر أو الدراسة والاستهلاك الفردي حسب الرغبة. فهو كذلك يضم ثلاث وجبات رئيسية بالإضافة إلى وجبة" العكبية" كما يطلق عليها في واحات درعة وهي وجبة تقع بين الغذاء والعشاء وجبة الفطور: عرفت هذه الوجبة تحولات كبيرة نظرا لما أصبحت تضمه من مكونات بداية بحساء "لحريرة" كما العادة بالإضافة إلى القهوة والحليب والشاي رفقة الخبز الذي ترافقه الزيت الزيتون والزبدة والبيض والعسل والمربى وأحيانا الجبن .
وجبة الغذاء: التحول الحاصر في هذه الوجبة هو وفرة الخضر والفواكه وتنوعها
بالإضافة إلى تنوع اللحوم والدواجن والسمك...
وجبة "العكبية": وهي وجبة تلي الغذاء تتكون من نفس مكونات الفطور بالإضافة إلى بعض الحلويات والكيك والفواكه الجافة...
وجبة العشاء: لم يعد يقتصر على الكسكس كما كان سابقا وانما. فأحيانا يكون وصفة الأرز بالحليب، أو أنواع أخرى من القطاني كالعدس والفول أو عصير الفواكه... وكل هذا ليس ثابتا فهو يتغير بتغير المناطق القروية والزمان.


المحور الرابع: المواد الغذائية المستهلكة بالوسط القروي

يعد الوسط القروي كغيره من الأوساط مجالا خصبا وحيويا لما يحتويه من عادات وقيم وتقاليد وممارسات متنوعة، وهو الوسط المسؤول عن التغذية وعن تصديرها؛ لأن هذه الأخيرة هي من الحاجات الضرورية والأساسية لاستمرارية الانسان. فعن طريق الفلاحة أصبح ينتج ويصدر ويستهلك في نفس الوقت، وأصبح يضم مجموعة من الأنواع من الخضروات والفواكه .حيث تتميز كل منطقة على حدة بإنتاج منتوج معين فهذا لا يعني أنها تقتصر عليه لكنها تضم منتوجات أخرى ولو بكمية محدودة ، لكن هذا ليس بالشيء الكافي أي التوفر على الخضر والفواكه بل هو بدوره ( الوسط القروي) يحتاج إلى مواد أخرى من لحوم كالسمك مثلا، أو المواد الغازية كالمشروبات الغازية والعصائر، بالإضافة إلى
المواد الكيماوية كخميرة الحلويات وخميرة الخبز وتوفر الشاي والقهوة وغيرها من المواد المصنعة وهذا ما يبينه الجدول التالي:

 تطور هيكل الانفاق الغذائي وفقا لمكان الإقامة وطبيعة المنتجات:



جدول الإحصاءات الاستهلاك الغدائي
المصدر: المندوبية السامية للتخطيط 2014.



من خلال قراءة معطيات جدول التغيرات في هيكل الإنفاق الغذائي حسب نوع الإقامة نلاحظ بداية بأن جل المواد الغذائية تستهلك في كلا الوسط الحضري والقروي معا بمعنى لم يعد الوسط الحضري وحده المتوفر على كل شيء. بل أصبح الوسط القروي يستهلك جل المواد الغذائية الطبيعية منها والصناعية ( تنوع الفواكه، الأسماك، المشروبات الغازية، الخميرة الكيميائية...) . كما أن هناك ارتفاع أو تزايد في استهلاك بعض المواد وتراجع استهلاك أخرى عبر السنوات.
وبخصوص الارتفاع في الاستهلاك نجد الحبوب ومنتجات الحبوب في مقدمة المواد الغذائية بنسبة %28.6سنة 1985تراجع إلى نسبة %16سنة .2014تليها اللحوم والدواجن والتي تزايد استهلاكها من % 19.3سنة 1985إلى نسبة %23.8سنة .2014كذلك الخضر الطازجة والتي ليست بجديدة على الوسط القروي حيث انتقلت من %8.3سنة 1985إلى% 9.4سنة .2014ثم منتج السمك والذي انتقل من % 1.1سنة 2018الى % 2.8سنة.2014

وبخصوص انخفاض أو تراجع الاستهلاك يتمثل في مواد السكر والمنتجات
السكرية من % 8.3إلى %4.0سنة 2014ثم الشاي والقهوة من %7.2إلى %4.7سنة2014والذي ستدخل ضمنه الوجبات والمشروبات التي تؤخذ في الخارج كالمشروبات الغازية أو عصير الفواكه من نسبة %2.1سنة 1985إلى %4.7سنة .2014
وخلاصة لما سبق ذكره يتضح بان المنتوجات الطبيعية والمحلية التي كان يستهلكها الوسط القروي بشكل يومي و اعتيادي و التي كانت ضرورية واساسية في حياتهم تراجعت بشكل ملحوظ مع دخول مواد غذائية جديدة و منتوجات فلاحية متنوعة.

خاتمة:

ختاما، ومن خلال ما سبق يمكن القول ان الاستهلاك الغذائي للمنتوجات (القطاني، الحبوب، اللحوم ،.......) بالوسط القروي تغير عبر مرور الزمن وتطور بحيث انتقل هذا الاخير من الاستهلاك المحلي للمواد الطبيعية الى جانب الاستهلاك المصنع (المشروبات الغازية الخميرة الكيماوية... وذلك راجع لعدة عوامل كالهجرة و انفتاح المجال المحلي على العالم الخارجي وتحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية ، كما تزايد دور السوق في التزود بأغذية مختلفة طيلة السنة. مما أدى إلى الانتقال أو التغيير في النظام الغذائي حيث أصبح يضم تنوع في المنتوجات.

لائحة المراجع:

كتب:
-
نعيمة المدني. تحول الغادات الغذائية بالمغرب القروي-دراسة أنثروبولوجية-. دار
الأمان. الطبعة الأولى.2015
-
عبد الرحيم عنبي. الأسرة القروية بالمغرب "من الوحدة الانتاجية...إلى الاستهلاك".
منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية-أكادير. جامعة ابن زهر أكادير، بدون تاريخ
النشر.
-
عبد الأحد السبتي، عبد الرحمان لخصاصي. من الشاي إلى الأتاي العادة والتاريخ.
منشورات كلية الآداب والعلوم الانسانية-الرباط. الطبعة الأولى .1999

مقالات:
عبدالله هرهوري، ذاكرة الطعام في أسس النظام الغذائي وعاداته، مجلة الثقافة الشعبية،
خريف .2010
-Présentation des résultats de l’enquête Nationale sur la
consommation et les Dépenses des Ménages 2013/2014.
- Synthèses , ‘’ vers une consommation durable des
ménages ? ‘’ ,septembre 2022.

مواقع الكترونية:
موقع ويكيبيديا حول الاستهلاك:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D
.2022/10/25 بتاريخ9%84%D8%A7%D9%83



تعليقات